أضف سؤال أو موضوع جديد          

عندما دهست باكستاني في جدة -منقول

up 20 down 25
jazzo3 120
قبل 8 سنه و 11 شهر





لمعجبى لمعجبى الحكاوى والقصص الواقعية أروى القصة التالية ، فقد كنت أعمل مع شركة مرموقة فى جدة ، كان صاحبها وما زال يعد من كبار الأثرياء فى العالم ، له مكاتب وشركات وفروع فى لندن وأمريكا وفرنسا وغيرها من البلدان ، وكنت سكرتيره التنفيذى فى جدة ، وأذكر أن الوقت كان (رمضان) ، وكان هذا الرجل أجود ما يكون فى رمضان ، يحب التصدق فيه ، بشكل لا يخطر على بال بشر ، وكان يحضر إلى مكتبه بعد صلاة التراويح مباشرة ولا يغادر إلا فى ساعات الفجر الأولى يكون خلالها قد تصدق بمبالغ باهظة لكل من أسعده الحظ ومر من بابه ، وما زال هذا دأبه فى كل رمضان ،




كنت حريصا جدا بحسب موقع عملى أن أصل إلى مقر العمل فى وسط البلده قبل موعد وصوله ، لأكون فى إستقباله وتهيئة دخول الناس عليه وتسيير أعماله المعتادة ، 




ورمضان كما تعلمون يا أحبة يكون المرء مرهقا لقلة الأكل والشرب فيه وكثرة السهر والعبادات ، فخرجت بعد التراويح مباشرة وقد تبقت دقائق قليلة على موعد حضور (الشيخ) ، وتفاجأت بأنه ينقصنى البنزين لسيارتى ، فخرجت مسرعاً من بيتى قاصداً أقرب محطة بنزين فى طريقى قبل مواصلة السير للشركة ، ولم تكن المحطة ببعيدة من مقر سكنى ، دخلت إلى المحطة على عجل ، ومن شدة (لخمتى) كانت هنالك (سقالة) كبيرة موضوعة قريبا من (علب) البنزين ، وكان على قمتها عامل باكستانى (خطاط) يصلح فى إنارة وتركيب لوحة المحطة الزجاجية الكبيرة ، فدخلت بالسيارة وعلب البنزين إلى يمينى ، وضربت السقالة بالرفرف الأمامى الأيسر ، فهالنى ما حدث




فى أقل من رمشة عين ، سقط الباكستانى على الرفرف الأمامى من جهة (الكبوت) على سيارتى ، وسقطت معه اللوحة الضخمة (النيون) وأمطرت النيون سيارتى من الأمام بغبار أبيض وصوت زجاج متكسر فى موسيقى تصويرية مرعبة ، وإنقلبت السقالة تماما إلى يسار سيارتى ، وإنقلب معها العامل الباكستانى قالباُ الهوبة من سيارتى وساقطا بين العمدان الحديدية للسقالة التى أحدث سقوطها دويا عاليامروعاً




فأسقط فى يدى




تجمدت تماما فى مكانى من هول الفاجعة ، ولم أدرى ماذا يحدث وما هذا الذى (هببته)؟ 




وى كأن القيامة قد قامت ، ونظرت إلى يسارى فإذا بالرجل مرمى على الأرض وسط كل هذه القيامة ، فأطفأت محرك السيارة وفتحت الباب ونزلت على مهل ، ذهبت صوب الرجل الملقى ، فأخذته من كتفيه فأجلسته على الأرض ، تحدثت إليه فكان يتمتم فاغرا فاه ، سألته هل به كسر؟ فهز رأسه بالنفى ، ساعدته على الوقوف ، وقف ، أمسكت به لأساعده على المشى ، مشى ، أجلسته فى (طقطوقة) (تربيزة)صغيرة قرب علب البنزين ، جلس ، نفضت الغبار من شعره ، وجريت نحو البوفيه القريب جالبا قارورة ماء ، غسلت بها وجهه ويديه ورجليه فامتثل لأمرى ، أعدت عليه السؤال مرارا وتكرارا إن كان يحس بألم أو كسر فى أى عضو من أعضائه فأجاب بالنفى




بدأ الناس يتجمهرون ، ويا لبياخة تجمهر الناس فى السعودية عند رؤية مثل هذه الحوادث ، فضول ما بعده فضول ، صرت أنظر إلى الباكستانى وأتفرس وجوه الناس ، وخيالى سارح بعيد متجها نحو الشيخ وموقفى ووضعى فى الشركة ، فتصرفت سريعا ، وأخرجت ورقة كتبت فيها رقم موبايلى ورقم السيارة وأعطيتها الباكستانى ، وإنصرفت سريعا نحو الشركة.




وجدت (الشيخ) قد وصل قبلى إلى المكتب ، فدخلت عليه وأخبرته أن حادثاً وقع لى وأنا فى طريقى إلى المكتب ، وقبل أن اكمل حديثى رن جرس الموبايل ، فإذا بها الشرطة ، ورن أذنى صوت فظيع يقول لى:




إنت مين تكون فى البلد ، تضرب الباكستانى وتهرب؟




لا حولالالالالالالالالا




فما كان منى إلا ناولت (الشيخ) التلفون وقلت له ، هادول حقين الشرطة طال عمرك 




فأخذ منى التلفون ، ورد على الشرطى بحزم وقال له ، الرجّال ما هرب (والرجّال هنا بمعنى الرجل) ولو كان هرب ما كان ختّ رقم تلفونو ورقم عربيتو ، وعلى العموم هو جاييك حالن




تنفست الصعداء




وقام الشيخ بإرسال أحد المدراء السعوديين معى لمقر الحادث رافقنى فى سيارتى ، فوصلنا المحطة ووجدنا عربة الشرطة قابعة فى إنتظارنا ، وما كان من زميلى السعودى إلا أن أخذ المبادرة وتوجه نحو سيارة الشرطة وقال له هذا هو السودانى الضرب الباكستانى ، فأخذ منى رجل الشرطة مفاتيح السيارة وإتصل على الفور على الونش وما هى إلا لحظات قليلة حتى رفعوا سيارتى على الونش ، ولم يكن الباكستانى موجوداً ، ولم أعرف أين ذهب ، ثم أمرنا رجل الشرطة أن نركب معه سيارة الشرطة ونتوجه سوياً نحو المركز القريب ، ففعلنا




ركب زميلى فى الأمام مع العسكرى ، وركبت فى المقعد الخلفى ، أستمع حديثهم ، وكان للحظ دور عجيب معى هذه المرة ، إذ بعد دقائق قليلة من تحركنا ، إتضح أن زميلى ينتمى إلى نفس المنطقة بل ونفس القرية التى أتى منها العسكرى ، وصار الجماعة متعارفين وأصبحت بينهم لغة مشتركة فكان هذا يسأل ذاك عن أين فلان وأين ذهب علان ، وصاروا بقدرة قادر أصدقاء ، ولما أصبحنا قريبين من المركز ، إنتبهوا لى ، فقال زميلى للعسكرى ، الزول شغال معانا وهو سكرتير رئيس مجلس الإدارة ، وهو لم يشاهد الباكستانى وأن المسأله قضاء وقدر ، فرد العسكرى على صاحبى : بسيطة يا رجّال بس يجى الباكستانى من المستشفى ويتفاهمون 




وصلنا إلى القسم وأدخلنى العسكرى على الضابط وقص عليه الحكاية ، فأمر الضابط أن أنتظر معهم حتى حضور الباكستانى ، ولم يدخلونى (حراسة) بل كنت فى الخارج مع العسكرى وصديقه نشرب فى الشاى وهم يتناولون فى الذكريات ، حتى أتى الإسعاف ، ويا لهول ما رأيت




ذلك الرجل الذى أجلسته فى المقعد فى المحطة ، إذا به يأتى بإسعاف وهو جالس على كرسى طبى ، وكلتا يديه ورجليه مربوطة بالأربطة الطبية حتى رقبته وراسه




لا حولالالالالالالالالالالالالا




معقولة ده الزول الضربتو أنا؟؟؟؟




قلت فى نفسى (الليلة ده خمسين ألف ريال ما تحلنى منو) يا الله ، ماذا أفعل؟؟؟؟




المهم أدخلوا الرجل إلى قسم الشرطة ، جالسا على الكرسى ، وكان برفقة كفيله السعودى (رجل محترم آخر عرفنى به الزمن) فقال لى الضابط تحدث إلى الباكستانى وأسأله ماذا يريد؟ فسألته ، وكانت المفاجأة الكبرى أن عفى عنى لوجه الله تعالى ، وأقر بذلك أمام الشرطة وقال لهم بالحرف الواحد أنا ما عايز من الزول ده أى حاجة ، فقد عفوت عنه.




لا إله إلا الله 




هل ما زال فى الناس بقية من خير؟؟؟؟ وإلى هذا الحد ، 




كان الوقت متأخراً جداً ، وكاد الصبح أن ينفلق ، وزميلى ما زال قابعا معى فى قسم الشرطة ، وقد أفهونى فيما بعد أنه وبمجرد إنصرافى من المحطة أتت سيارة الشرطة نتيجة التجمهر الذى حدث بالمحطة ، وعرفوا القصة وأن سودانى ضربه وهرب ، فقام رجال الشرطة بعمل الإجراء المتبع فى مثل هذه الحالات ، وإتصلوا بالإسعاف وذهبوا بالرجل إلى مستشفى الملك فهد الحكومى وتم عمل التقرير الطبى ، والحمد لله رب العالمين رغم كل تلكم الأربطة لم يكن هنالك وجود لأى كسر بل كلها كانت رضوض نتيجة السقطة القوية المفاجئة ، وهالنى أيضاً أن الرجل الباكستانى الذى دهسته ، لم يكن باكساتانيا إنما هو من (بورما) ويوجد كثير من البرماويون فى مكة المكرمة ، وهم شعب فى غاية التدين ، وأن الرجل شاب فى مقتبل الثلاثينات من عمره وأنه حافظ لخمسة عشر جزءاً من القرآن ، ما شاء الله




إلتفت إلى الضابط ، قائلا ، خلاص يازول ما فى مشكلة ، تجيب لينا خطاب كفالة من كفيلك موثق من الغرفة التجارية ، عشان نفكك ، وتجى يوم السبت تمشى مع الباكستانى المحكمة عشان يسجل تنازلو قدام القاضى




قلت له ، بس سعادتك ما فى كفيل ولا غرفة تجارية زى الوقت ده ، فقال لى: أجل تبقى عندنا لحدى ما تجيب الخطاب ، فقال له زميلى السعودى ، ياخ أنا ممكن أكفلو كفالة شخصية ، فقال له الضابط ، بس هو على كفالة مؤسسة وما ينفع كفالة الأفراد




هنا كان الدور الشهم والشجاع لكفيل الباكستانى ، إذ تدخل على الفور وقال للضابط أنا ممكن أكفلو؟ أنا عندى مؤسسة ، فأجاب الضابط بالإيجاب ، فذهب الرجل إلى سيارته واحضر ورقة مؤسسة وختم وكتب بيمينه وخطه أنه يكفلنى حضورياً فى أى وقت ، لا إله إلا الله




قبل الضابط الكفالة ، وإنصرفت مع زميلى السعودى نحو منازلنا ، وأخذ السعودى مكفوله الباكستانى وذهب برفقته ورفقة أحد اقربائه إلى منزلهم القريب




ذهبت فى اليوم التالى برفقة جميع أفراد اسرتى إلى حيث سكن الباكستانى محملين بالورد والحلوى وبسمة الأطفال ، كما إلتقيت الباكستانى مرة أخرى أمام القاضى ، وتم شطب القضية ، ونشأت من يومها صداقة متينة مع هذا الرجل ، ما زالت متصلة والحمد لله ، وقد قدمت أوراقه مرارا إلى الشيخ الثرى لمساعدته وقد كان أن ساعده بأكثر مما كان يتوقع والحمد لله فى بدء وفى ختم
 والقصص الواقعية أروى القصة التالية ، فقد كنت أعمل مع شركة مرموقة فى جدة ، كان صاحبها وما زال يعد من كبار الأثرياء فى العالم ، له مكاتب وشركات وفروع فى لندن وأمريكا وفرنسا وغيرها من البلدان ، وكنت سكرتيره التنفيذى فى جدة ، وأذكر أن الوقت كان (رمضان) ، وكان هذا الرجل أجود ما يكون فى رمضان ، يحب التصدق فيه ، بشكل لا يخطر على بال بشر ، وكان يحضر إلى مكتبه بعد صلاة التراويح مباشرة ولا يغادر إلا فى ساعات الفجر الأولى يكون خلالها قد تصدق بمبالغ باهظة لكل من أسعده الحظ ومر من بابه ، وما زال هذا دأبه فى كل رمضان ،




كنت حريصا جدا بحسب موقع عملى أن أصل إلى مقر العمل فى وسط البلده قبل موعد وصوله ، لأكون فى إستقباله وتهيئة دخول الناس عليه وتسيير أعماله المعتادة ، 




ورمضان كما تعلمون يا أحبة يكون المرء مرهقا لقلة الأكل والشرب فيه وكثرة السهر والعبادات ، فخرجت بعد التراويح مباشرة وقد تبقت دقائق قليلة على موعد حضور (الشيخ) ، وتفاجأت بأنه ينقصنى البنزين لسيارتى ، فخرجت مسرعاً من بيتى قاصداً أقرب محطة بنزين فى طريقى قبل مواصلة السير للشركة ، ولم تكن المحطة ببعيدة من مقر سكنى ، دخلت إلى المحطة على عجل ، ومن شدة (لخمتى) كانت هنالك (سقالة) كبيرة موضوعة قريبا من (علب) البنزين ، وكان على قمتها عامل باكستانى (خطاط) يصلح فى إنارة وتركيب لوحة المحطة الزجاجية الكبيرة ، فدخلت بالسيارة وعلب البنزين إلى يمينى ، وضربت السقالة بالرفرف الأمامى الأيسر ، فهالنى ما حدث




فى أقل من رمشة عين ، سقط الباكستانى على الرفرف الأمامى من جهة (الكبوت) على سيارتى ، وسقطت معه اللوحة الضخمة (النيون) وأمطرت النيون سيارتى من الأمام بغبار أبيض وصوت زجاج متكسر فى موسيقى تصويرية مرعبة ، وإنقلبت السقالة تماما إلى يسار سيارتى ، وإنقلب معها العامل الباكستانى قالباُ الهوبة من سيارتى وساقطا بين العمدان الحديدية للسقالة التى أحدث سقوطها دويا عاليامروعاً




فأسقط فى يدى




تجمدت تماما فى مكانى من هول الفاجعة ، ولم أدرى ماذا يحدث وما هذا الذى (هببته)؟ 




وى كأن القيامة قد قامت ، ونظرت إلى يسارى فإذا بالرجل مرمى على الأرض وسط كل هذه القيامة ، فأطفأت محرك السيارة وفتحت الباب ونزلت على مهل ، ذهبت صوب الرجل الملقى ، فأخذته من كتفيه فأجلسته على الأرض ، تحدثت إليه فكان يتمتم فاغرا فاه ، سألته هل به كسر؟ فهز رأسه بالنفى ، ساعدته على الوقوف ، وقف ، أمسكت به لأساعده على المشى ، مشى ، أجلسته فى (طقطوقة) (تربيزة)صغيرة قرب علب البنزين ، جلس ، نفضت الغبار من شعره ، وجريت نحو البوفيه القريب جالبا قارورة ماء ، غسلت بها وجهه ويديه ورجليه فامتثل لأمرى ، أعدت عليه السؤال مرارا وتكرارا إن كان يحس بألم أو كسر فى أى عضو من أعضائه فأجاب بالنفى




بدأ الناس يتجمهرون ، ويا لبياخة تجمهر الناس فى السعودية عند رؤية مثل هذه الحوادث ، فضول ما بعده فضول ، صرت أنظر إلى الباكستانى وأتفرس وجوه الناس ، وخيالى سارح بعيد متجها نحو الشيخ وموقفى ووضعى فى الشركة ، فتصرفت سريعا ، وأخرجت ورقة كتبت فيها رقم موبايلى ورقم السيارة وأعطيتها الباكستانى ، وإنصرفت سريعا نحو الشركة.




وجدت (الشيخ) قد وصل قبلى إلى المكتب ، فدخلت عليه وأخبرته أن حادثاً وقع لى وأنا فى طريقى إلى المكتب ، وقبل أن اكمل حديثى رن جرس الموبايل ، فإذا بها الشرطة ، ورن أذنى صوت فظيع يقول لى:




إنت مين تكون فى البلد ، تضرب الباكستانى وتهرب؟




لا حولالالالالالالالالا




فما كان منى إلا ناولت (الشيخ) التلفون وقلت له ، هادول حقين الشرطة طال عمرك 




فأخذ منى التلفون ، ورد على الشرطى بحزم وقال له ، الرجّال ما هرب (والرجّال هنا بمعنى الرجل) ولو كان هرب ما كان ختّ رقم تلفونو ورقم عربيتو ، وعلى العموم هو جاييك حالن




تنفست الصعداء




وقام الشيخ بإرسال أحد المدراء السعوديين معى لمقر الحادث رافقنى فى سيارتى ، فوصلنا المحطة ووجدنا عربة الشرطة قابعة فى إنتظارنا ، وما كان من زميلى السعودى إلا أن أخذ المبادرة وتوجه نحو سيارة الشرطة وقال له هذا هو السودانى الضرب الباكستانى ، فأخذ منى رجل الشرطة مفاتيح السيارة وإتصل على الفور على الونش وما هى إلا لحظات قليلة حتى رفعوا سيارتى على الونش ، ولم يكن الباكستانى موجوداً ، ولم أعرف أين ذهب ، ثم أمرنا رجل الشرطة أن نركب معه سيارة الشرطة ونتوجه سوياً نحو المركز القريب ، ففعلنا




ركب زميلى فى الأمام مع العسكرى ، وركبت فى المقعد الخلفى ، أستمع حديثهم ، وكان للحظ دور عجيب معى هذه المرة ، إذ بعد دقائق قليلة من تحركنا ، إتضح أن زميلى ينتمى إلى نفس المنطقة بل ونفس القرية التى أتى منها العسكرى ، وصار الجماعة متعارفين وأصبحت بينهم لغة مشتركة فكان هذا يسأل ذاك عن أين فلان وأين ذهب علان ، وصاروا بقدرة قادر أصدقاء ، ولما أصبحنا قريبين من المركز ، إنتبهوا لى ، فقال زميلى للعسكرى ، الزول شغال معانا وهو سكرتير رئيس مجلس الإدارة ، وهو لم يشاهد الباكستانى وأن المسأله قضاء وقدر ، فرد العسكرى على صاحبى : بسيطة يا رجّال بس يجى الباكستانى من المستشفى ويتفاهمون 




وصلنا إلى القسم وأدخلنى العسكرى على الضابط وقص عليه الحكاية ، فأمر الضابط أن أنتظر معهم حتى حضور الباكستانى ، ولم يدخلونى (حراسة) بل كنت فى الخارج مع العسكرى وصديقه نشرب فى الشاى وهم يتناولون فى الذكريات ، حتى أتى الإسعاف ، ويا لهول ما رأيت




ذلك الرجل الذى أجلسته فى المقعد فى المحطة ، إذا به يأتى بإسعاف وهو جالس على كرسى طبى ، وكلتا يديه ورجليه مربوطة بالأربطة الطبية حتى رقبته وراسه




لا حولالالالالالالالالالالالالا




معقولة ده الزول الضربتو أنا؟؟؟؟




قلت فى نفسى (الليلة ده خمسين ألف ريال ما تحلنى منو) يا الله ، ماذا أفعل؟؟؟؟




المهم أدخلوا الرجل إلى قسم الشرطة ، جالسا على الكرسى ، وكان برفقة كفيله السعودى (رجل محترم آخر عرفنى به الزمن) فقال لى الضابط تحدث إلى الباكستانى وأسأله ماذا يريد؟ فسألته ، وكانت المفاجأة الكبرى أن عفى عنى لوجه الله تعالى ، وأقر بذلك أمام الشرطة وقال لهم بالحرف الواحد أنا ما عايز من الزول ده أى حاجة ، فقد عفوت عنه.




لا إله إلا الله 




هل ما زال فى الناس بقية من خير؟؟؟؟ وإلى هذا الحد ، 




كان الوقت متأخراً جداً ، وكاد الصبح أن ينفلق ، وزميلى ما زال قابعا معى فى قسم الشرطة ، وقد أفهونى فيما بعد أنه وبمجرد إنصرافى من المحطة أتت سيارة الشرطة نتيجة التجمهر الذى حدث بالمحطة ، وعرفوا القصة وأن سودانى ضربه وهرب ، فقام رجال الشرطة بعمل الإجراء المتبع فى مثل هذه الحالات ، وإتصلوا بالإسعاف وذهبوا بالرجل إلى مستشفى الملك فهد الحكومى وتم عمل التقرير الطبى ، والحمد لله رب العالمين رغم كل تلكم الأربطة لم يكن هنالك وجود لأى كسر بل كلها كانت رضوض نتيجة السقطة القوية المفاجئة ، وهالنى أيضاً أن الرجل الباكستانى الذى دهسته ، لم يكن باكساتانيا إنما هو من (بورما) ويوجد كثير من البرماويون فى مكة المكرمة ، وهم شعب فى غاية التدين ، وأن الرجل شاب فى مقتبل الثلاثينات من عمره وأنه حافظ لخمسة عشر جزءاً من القرآن ، ما شاء الله




إلتفت إلى الضابط ، قائلا ، خلاص يازول ما فى مشكلة ، تجيب لينا خطاب كفالة من كفيلك موثق من الغرفة التجارية ، عشان نفكك ، وتجى يوم السبت تمشى مع الباكستانى المحكمة عشان يسجل تنازلو قدام القاضى




قلت له ، بس سعادتك ما فى كفيل ولا غرفة تجارية زى الوقت ده ، فقال لى: أجل تبقى عندنا لحدى ما تجيب الخطاب ، فقال له زميلى السعودى ، ياخ أنا ممكن أكفلو كفالة شخصية ، فقال له الضابط ، بس هو على كفالة مؤسسة وما ينفع كفالة الأفراد




هنا كان الدور الشهم والشجاع لكفيل الباكستانى ، إذ تدخل على الفور وقال للضابط أنا ممكن أكفلو؟ أنا عندى مؤسسة ، فأجاب الضابط بالإيجاب ، فذهب الرجل إلى سيارته واحضر ورقة مؤسسة وختم وكتب بيمينه وخطه أنه يكفلنى حضورياً فى أى وقت ، لا إله إلا الله




قبل الضابط الكفالة ، وإنصرفت مع زميلى السعودى نحو منازلنا ، وأخذ السعودى مكفوله الباكستانى وذهب برفقته ورفقة أحد اقربائه إلى منزلهم القريب






لمعجبى الحكاوى والقصص الواقعية أروى القصة التالية ، فقد كنت أعمل مع شركة مرموقة فى جدة ، كان صاحبها وما زال يعد من كبار الأثرياء فى العالم ، له مكاتب وشركات وفروع فى لندن وأمريكا وفرنسا وغيرها من البلدان ، وكنت سكرتيره التنفيذى فى جدة ، وأذكر أن الوقت كان (رمضان) ، وكان هذا الرجل أجود ما يكون فى رمضان ، يحب التصدق فيه ، بشكل لا يخطر على بال بشر ، وكان يحضر إلى مكتبه بعد صلاة التراويح مباشرة ولا يغادر إلا فى ساعات الفجر الأولى يكون خلالها قد تصدق بمبالغ باهظة لكل من أسعده الحظ ومر من بابه ، وما زال هذا دأبه فى كل رمضان ،




كنت حريصا جدا بحسب موقع عملى أن أصل إلى مقر العمل فى وسط البلده قبل موعد وصوله ، لأكون فى إستقباله وتهيئة دخول الناس عليه وتسيير أعماله المعتادة ، 




ورمضان كما تعلمون يا أحبة يكون المرء مرهقا لقلة الأكل والشرب فيه وكثرة السهر والعبادات ، فخرجت بعد التراويح مباشرة وقد تبقت دقائق قليلة على موعد حضور (الشيخ) ، وتفاجأت بأنه ينقصنى البنزين لسيارتى ، فخرجت مسرعاً من بيتى قاصداً أقرب محطة بنزين فى طريقى قبل مواصلة السير للشركة ، ولم تكن المحطة ببعيدة من مقر سكنى ، دخلت إلى المحطة على عجل ، ومن شدة (لخمتى) كانت هنالك (سقالة) كبيرة موضوعة قريبا من (علب) البنزين ، وكان على قمتها عامل باكستانى (خطاط) يصلح فى إنارة وتركيب لوحة المحطة الزجاجية الكبيرة ، فدخلت بالسيارة وعلب البنزين إلى يمينى ، وضربت السقالة بالرفرف الأمامى الأيسر ، فهالنى ما حدث




فى أقل من رمشة عين ، سقط الباكستانى على الرفرف الأمامى من جهة (الكبوت) على سيارتى ، وسقطت معه اللوحة الضخمة (النيون) وأمطرت النيون سيارتى من الأمام بغبار أبيض وصوت زجاج متكسر فى موسيقى تصويرية مرعبة ، وإنقلبت السقالة تماما إلى يسار سيارتى ، وإنقلب معها العامل الباكستانى قالباُ الهوبة من سيارتى وساقطا بين العمدان الحديدية للسقالة التى أحدث سقوطها دويا عاليامروعاً




فأسقط فى يدى




تجمدت تماما فى مكانى من هول الفاجعة ، ولم أدرى ماذا يحدث وما هذا الذى (هببته)؟ 




وى كأن القيامة قد قامت ، ونظرت إلى يسارى فإذا بالرجل مرمى على الأرض وسط كل هذه القيامة ، فأطفأت محرك السيارة وفتحت الباب ونزلت على مهل ، ذهبت صوب الرجل الملقى ، فأخذته من كتفيه فأجلسته على الأرض ، تحدثت إليه فكان يتمتم فاغرا فاه ، سألته هل به كسر؟ فهز رأسه بالنفى ، ساعدته على الوقوف ، وقف ، أمسكت به لأساعده على المشى ، مشى ، أجلسته فى (طقطوقة) (تربيزة)صغيرة قرب علب البنزين ، جلس ، نفضت الغبار من شعره ، وجريت نحو البوفيه القريب جالبا قارورة ماء ، غسلت بها وجهه ويديه ورجليه فامتثل لأمرى ، أعدت عليه السؤال مرارا وتكرارا إن كان يحس بألم أو كسر فى أى عضو من أعضائه فأجاب بالنفى




بدأ الناس يتجمهرون ، ويا لبياخة تجمهر الناس فى السعودية عند رؤية مثل هذه الحوادث ، فضول ما بعده فضول ، صرت أنظر إلى الباكستانى وأتفرس وجوه الناس ، وخيالى سارح بعيد متجها نحو الشيخ وموقفى ووضعى فى الشركة ، فتصرفت سريعا ، وأخرجت ورقة كتبت فيها رقم موبايلى ورقم السيارة وأعطيتها الباكستانى ، وإنصرفت سريعا نحو الشركة.




وجدت (الشيخ) قد وصل قبلى إلى المكتب ، فدخلت عليه وأخبرته أن حادثاً وقع لى وأنا فى طريقى إلى المكتب ، وقبل أن اكمل حديثى رن جرس الموبايل ، فإذا بها الشرطة ، ورن أذنى صوت فظيع يقول لى:




إنت مين تكون فى البلد ، تضرب الباكستانى وتهرب؟




لا حولالالالالالالالالا




فما كان منى إلا ناولت (الشيخ) التلفون وقلت له ، هادول حقين الشرطة طال عمرك 




فأخذ منى التلفون ، ورد على الشرطى بحزم وقال له ، الرجّال ما هرب (والرجّال هنا بمعنى الرجل) ولو كان هرب ما كان ختّ رقم تلفونو ورقم عربيتو ، وعلى العموم هو جاييك حالن




تنفست الصعداء




وقام الشيخ بإرسال أحد المدراء السعوديين معى لمقر الحادث رافقنى فى سيارتى ، فوصلنا المحطة ووجدنا عربة الشرطة قابعة فى إنتظارنا ، وما كان من زميلى السعودى إلا أن أخذ المبادرة وتوجه نحو سيارة الشرطة وقال له هذا هو السودانى الضرب الباكستانى ، فأخذ منى رجل الشرطة مفاتيح السيارة وإتصل على الفور على الونش وما هى إلا لحظات قليلة حتى رفعوا سيارتى على الونش ، ولم يكن الباكستانى موجوداً ، ولم أعرف أين ذهب ، ثم أمرنا رجل الشرطة أن نركب معه سيارة الشرطة ونتوجه سوياً نحو المركز القريب ، ففعلنا




ركب زميلى فى الأمام مع العسكرى ، وركبت فى المقعد الخلفى ، أستمع حديثهم ، وكان للحظ دور عجيب معى هذه المرة ، إذ بعد دقائق قليلة من تحركنا ، إتضح أن زميلى ينتمى إلى نفس المنطقة بل ونفس القرية التى أتى منها العسكرى ، وصار الجماعة متعارفين وأصبحت بينهم لغة مشتركة فكان هذا يسأل ذاك عن أين فلان وأين ذهب علان ، وصاروا بقدرة قادر أصدقاء ، ولما أصبحنا قريبين من المركز ، إنتبهوا لى ، فقال زميلى للعسكرى ، الزول شغال معانا وهو سكرتير رئيس مجلس الإدارة ، وهو لم يشاهد الباكستانى وأن المسأله قضاء وقدر ، فرد العسكرى على صاحبى : بسيطة يا رجّال بس يجى الباكستانى من المستشفى ويتفاهمون 




وصلنا إلى القسم وأدخلنى العسكرى على الضابط وقص عليه الحكاية ، فأمر الضابط أن أنتظر معهم حتى حضور الباكستانى ، ولم يدخلونى (حراسة) بل كنت فى الخارج مع العسكرى وصديقه نشرب فى الشاى وهم يتناولون فى الذكريات ، حتى أتى الإسعاف ، ويا لهول ما رأيت




ذلك الرجل الذى أجلسته فى المقعد فى المحطة ، إذا به يأتى بإسعاف وهو جالس على كرسى طبى ، وكلتا يديه ورجليه مربوطة بالأربطة الطبية حتى رقبته وراسه




لا حولالالالالالالالالالالالالا




معقولة ده الزول الضربتو أنا؟؟؟؟




قلت فى نفسى (الليلة ده خمسين ألف ريال ما تحلنى منو) يا الله ، ماذا أفعل؟؟؟؟




المهم أدخلوا الرجل إلى قسم الشرطة ، جالسا على الكرسى ، وكان برفقة كفيله السعودى (رجل محترم آخر عرفنى به الزمن) فقال لى الضابط تحدث إلى الباكستانى وأسأله ماذا يريد؟ فسألته ، وكانت المفاجأة الكبرى أن عفى عنى لوجه الله تعالى ، وأقر بذلك أمام الشرطة وقال لهم بالحرف الواحد أنا ما عايز من الزول ده أى حاجة ، فقد عفوت عنه.




لا إله إلا الله 




هل ما زال فى الناس بقية من خير؟؟؟؟ وإلى هذا الحد ، 




كان الوقت متأخراً جداً ، وكاد الصبح أن ينفلق ، وزميلى ما زال قابعا معى فى قسم الشرطة ، وقد أفهونى فيما بعد أنه وبمجرد إنصرافى من المحطة أتت سيارة الشرطة نتيجة التجمهر الذى حدث بالمحطة ، وعرفوا القصة وأن سودانى ضربه وهرب ، فقام رجال الشرطة بعمل الإجراء المتبع فى مثل هذه الحالات ، وإتصلوا بالإسعاف وذهبوا بالرجل إلى مستشفى الملك فهد الحكومى وتم عمل التقرير الطبى ، والحمد لله رب العالمين رغم كل تلكم الأربطة لم يكن هنالك وجود لأى كسر بل كلها كانت رضوض نتيجة السقطة القوية المفاجئة ، وهالنى أيضاً أن الرجل الباكستانى الذى دهسته ، لم يكن باكساتانيا إنما هو من (بورما) ويوجد كثير من البرماويون فى مكة المكرمة ، وهم شعب فى غاية التدين ، وأن الرجل شاب فى مقتبل الثلاثينات من عمره وأنه حافظ لخمسة عشر جزءاً من القرآن ، ما شاء الله




إلتفت إلى الضابط ، قائلا ، خلاص يازول ما فى مشكلة ، تجيب لينا خطاب كفالة من كفيلك موثق من الغرفة التجارية ، عشان نفكك ، وتجى يوم السبت تمشى مع الباكستانى المحكمة عشان يسجل تنازلو قدام القاضى




قلت له ، بس سعادتك ما فى كفيل ولا غرفة تجارية زى الوقت ده ، فقال لى: أجل تبقى عندنا لحدى ما تجيب الخطاب ، فقال له زميلى السعودى ، ياخ أنا ممكن أكفلو كفالة شخصية ، فقال له الضابط ، بس هو على كفالة مؤسسة وما ينفع كفالة الأفراد




هنا كان الدور الشهم والشجاع لكفيل الباكستانى ، إذ تدخل على الفور وقال للضابط أنا ممكن أكفلو؟ أنا عندى مؤسسة ، فأجاب الضابط بالإيجاب ، فذهب الرجل إلى سيارته واحضر ورقة مؤسسة وختم وكتب بيمينه وخطه أنه يكفلنى حضورياً فى أى وقت ، لا إله إلا الله




قبل الضابط الكفالة ، وإنصرفت مع زميلى السعودى نحو منازلنا ، وأخذ السعودى مكفوله الباكستانى وذهب برفقته ورفقة أحد اقربائه إلى منزلهم القريب






لمعجبى الحكاوى والقصص الواقعية أروى القصة التالية ، فقد كنت أعمل مع شركة مرموقة فى جدة ، كان صاحبها وما زال يعد من كبار الأثرياء فى العالم ، له مكاتب وشركات وفروع فى لندن وأمريكا وفرنسا وغيرها من البلدان ، وكنت سكرتيره التنفيذى فى جدة ، وأذكر أن الوقت كان (رمضان) ، وكان هذا الرجل أجود ما يكون فى رمضان ، يحب التصدق فيه ، بشكل لا يخطر على بال بشر ، وكان يحضر إلى مكتبه بعد صلاة التراويح مباشرة ولا يغادر إلا فى ساعات الفجر الأولى يكون خلالها قد تصدق بمبالغ باهظة لكل من أسعده الحظ ومر من بابه ، وما زال هذا دأبه فى كل رمضان ،




كنت حريصا جدا بحسب موقع عملى أن أصل إلى مقر العمل فى وسط البلده قبل موعد وصوله ، لأكون فى إستقباله وتهيئة دخول الناس عليه وتسيير أعماله المعتادة ، 




ورمضان كما تعلمون يا أحبة يكون المرء مرهقا لقلة الأكل والشرب فيه وكثرة السهر والعبادات ، فخرجت بعد التراويح مباشرة وقد تبقت دقائق قليلة على موعد حضور (الشيخ) ، وتفاجأت بأنه ينقصنى البنزين لسيارتى ، فخرجت مسرعاً من بيتى قاصداً أقرب محطة بنزين فى طريقى قبل مواصلة السير للشركة ، ولم تكن المحطة ببعيدة من مقر سكنى ، دخلت إلى المحطة على عجل ، ومن شدة (لخمتى) كانت هنالك (سقالة) كبيرة موضوعة قريبا من (علب) البنزين ، وكان على قمتها عامل باكستانى (خطاط) يصلح فى إنارة وتركيب لوحة المحطة الزجاجية الكبيرة ، فدخلت بالسيارة وعلب البنزين إلى يمينى ، وضربت السقالة بالرفرف الأمامى الأيسر ، فهالنى ما حدث




فى أقل من رمشة عين ، سقط الباكستانى على الرفرف الأمامى من جهة (الكبوت) على سيارتى ، وسقطت معه اللوحة الضخمة (النيون) وأمطرت النيون سيارتى من الأمام بغبار أبيض وصوت زجاج متكسر فى موسيقى تصويرية مرعبة ، وإنقلبت السقالة تماما إلى يسار سيارتى ، وإنقلب معها العامل الباكستانى قالباُ الهوبة من سيارتى وساقطا بين العمدان الحديدية للسقالة التى أحدث سقوطها دويا عاليامروعاً




فأسقط فى يدى




تجمدت تماما فى مكانى من هول الفاجعة ، ولم أدرى ماذا يحدث وما هذا الذى (هببته)؟ 




وى كأن القيامة قد قامت ، ونظرت إلى يسارى فإذا بالرجل مرمى على الأرض وسط كل هذه القيامة ، فأطفأت محرك السيارة وفتحت الباب ونزلت على مهل ، ذهبت صوب الرجل الملقى ، فأخذته من كتفيه فأجلسته على الأرض ، تحدثت إليه فكان يتمتم فاغرا فاه ، سألته هل به كسر؟ فهز رأسه بالنفى ، ساعدته على الوقوف ، وقف ، أمسكت به لأساعده على المشى ، مشى ، أجلسته فى (طقطوقة) (تربيزة)صغيرة قرب علب البنزين ، جلس ، نفضت الغبار من شعره ، وجريت نحو البوفيه القريب جالبا قارورة ماء ، غسلت بها وجهه ويديه ورجليه فامتثل لأمرى ، أعدت عليه السؤال مرارا وتكرارا إن كان يحس بألم أو كسر فى أى عضو من أعضائه فأجاب بالنفى




بدأ الناس يتجمهرون ، ويا لبياخة تجمهر الناس فى السعودية عند رؤية مثل هذه الحوادث ، فضول ما بعده فضول ، صرت أنظر إلى الباكستانى وأتفرس وجوه الناس ، وخيالى سارح بعيد متجها نحو الشيخ وموقفى ووضعى فى الشركة ، فتصرفت سريعا ، وأخرجت ورقة كتبت فيها رقم موبايلى ورقم السيارة وأعطيتها الباكستانى ، وإنصرفت سريعا نحو الشركة.




وجدت (الشيخ) قد وصل قبلى إلى المكتب ، فدخلت عليه وأخبرته أن حادثاً وقع لى وأنا فى طريقى إلى المكتب ، وقبل أن اكمل حديثى رن جرس الموبايل ، فإذا بها الشرطة ، ورن أذنى صوت فظيع يقول لى:




إنت مين تكون فى البلد ، تضرب الباكستانى وتهرب؟




لا حولالالالالالالالالا




فما كان منى إلا ناولت (الشيخ) التلفون وقلت له ، هادول حقين الشرطة طال عمرك 




فأخذ منى التلفون ، ورد على الشرطى بحزم وقال له ، الرجّال ما هرب (والرجّال هنا بمعنى الرجل) ولو كان هرب ما كان ختّ رقم تلفونو ورقم عربيتو ، وعلى العموم هو جاييك حالن




تنفست الصعداء




وقام الشيخ بإرسال أحد المدراء السعوديين معى لمقر الحادث رافقنى فى سيارتى ، فوصلنا المحطة ووجدنا عربة الشرطة قابعة فى إنتظارنا ، وما كان من زميلى السعودى إلا أن أخذ المبادرة وتوجه نحو سيارة الشرطة وقال له هذا هو السودانى الضرب الباكستانى ، فأخذ منى رجل الشرطة مفاتيح السيارة وإتصل على الفور على الونش وما هى إلا لحظات قليلة حتى رفعوا سيارتى على الونش ، ولم يكن الباكستانى موجوداً ، ولم أعرف أين ذهب ، ثم أمرنا رجل الشرطة أن نركب معه سيارة الشرطة ونتوجه سوياً نحو المركز القريب ، ففعلنا




ركب زميلى فى الأمام مع العسكرى ، وركبت فى المقعد الخلفى ، أستمع حديثهم ، وكان للحظ دور عجيب معى هذه المرة ، إذ بعد دقائق قليلة من تحركنا ، إتضح أن زميلى ينتمى إلى نفس المنطقة بل ونفس القرية التى أتى منها العسكرى ، وصار الجماعة متعارفين وأصبحت بينهم لغة مشتركة فكان هذا يسأل ذاك عن أين فلان وأين ذهب علان ، وصاروا بقدرة قادر أصدقاء ، ولما أصبحنا قريبين من المركز ، إنتبهوا لى ، فقال زميلى للعسكرى ، الزول شغال معانا وهو سكرتير رئيس مجلس الإدارة ، وهو لم يشاهد الباكستانى وأن المسأله قضاء وقدر ، فرد العسكرى على صاحبى : بسيطة يا رجّال بس يجى الباكستانى من المستشفى ويتفاهمون 




وصلنا إلى القسم وأدخلنى العسكرى على الضابط وقص عليه الحكاية ، فأمر الضابط أن أنتظر معهم حتى حضور الباكستانى ، ولم يدخلونى (حراسة) بل كنت فى الخارج مع العسكرى وصديقه نشرب فى الشاى وهم يتناولون فى الذكريات ، حتى أتى الإسعاف ، ويا لهول ما رأيت




ذلك الرجل الذى أجلسته فى المقعد فى المحطة ، إذا به يأتى بإسعاف وهو جالس على كرسى طبى ، وكلتا يديه ورجليه مربوطة بالأربطة الطبية حتى رقبته وراسه




لا حولالالالالالالالالالالالالا




معقولة ده الزول الضربتو أنا؟؟؟؟




قلت فى نفسى (الليلة ده خمسين ألف ريال ما تحلنى منو) يا الله ، ماذا أفعل؟؟؟؟




المهم أدخلوا الرجل إلى قسم الشرطة ، جالسا على الكرسى ، وكان برفقة كفيله السعودى (رجل محترم آخر عرفنى به الزمن) فقال لى الضابط تحدث إلى الباكستانى وأسأله ماذا يريد؟ فسألته ، وكانت المفاجأة الكبرى أن عفى عنى لوجه الله تعالى ، وأقر بذلك أمام الشرطة وقال لهم بالحرف الواحد أنا ما عايز من الزول ده أى حاجة ، فقد عفوت عنه.




لا إله إلا الله 




هل ما زال فى الناس بقية من خير؟؟؟؟ وإلى هذا الحد ، 




كان الوقت متأخراً جداً ، وكاد الصبح أن ينفلق ، وزميلى ما زال قابعا معى فى قسم الشرطة ، وقد أفهونى فيما بعد أنه وبمجرد إنصرافى من المحطة أتت سيارة الشرطة نتيجة التجمهر الذى حدث بالمحطة ، وعرفوا القصة وأن سودانى ضربه وهرب ، فقام رجال الشرطة بعمل الإجراء المتبع فى مثل هذه الحالات ، وإتصلوا بالإسعاف وذهبوا بالرجل إلى مستشفى الملك فهد الحكومى وتم عمل التقرير الطبى ، والحمد لله رب العالمين رغم كل تلكم الأربطة لم يكن هنالك وجود لأى كسر بل كلها كانت رضوض نتيجة السقطة القوية المفاجئة ، وهالنى أيضاً أن الرجل الباكستانى الذى دهسته ، لم يكن باكساتانيا إنما هو من (بورما) ويوجد كثير من البرماويون فى مكة المكرمة ، وهم شعب فى غاية التدين ، وأن الرجل شاب فى مقتبل الثلاثينات من عمره وأنه حافظ لخمسة عشر جزءاً من القرآن ، ما شاء الله




إلتفت إلى الضابط ، قائلا ، خلاص يازول ما فى مشكلة ، تجيب لينا خطاب كفالة من كفيلك موثق من الغرفة التجارية ، عشان نفكك ، وتجى يوم السبت تمشى مع الباكستانى المحكمة عشان يسجل تنازلو قدام القاضى




قلت له ، بس سعادتك ما فى كفيل ولا غرفة تجارية زى الوقت ده ، فقال لى: أجل تبقى عندنا لحدى ما تجيب الخطاب ، فقال له زميلى السعودى ، ياخ أنا ممكن أكفلو كفالة شخصية ، فقال له الضابط ، بس هو على كفالة مؤسسة وما ينفع كفالة الأفراد




هنا كان الدور الشهم والشجاع لكفيل الباكستانى ، إذ تدخل على الفور وقال للضابط أنا ممكن أكفلو؟ أنا عندى مؤسسة ، فأجاب الضابط بالإيجاب ، فذهب الرجل إلى سيارته واحضر ورقة مؤسسة وختم وكتب بيمينه وخطه أنه يكفلنى حضورياً فى أى وقت ، لا إله إلا الله




قبل الضابط الكفالة ، وإنصرفت مع زميلى السعودى نحو منازلنا ، وأخذ السعودى مكفوله الباكستانى وذهب برفقته ورفقة أحد اقربائه إلى منزلهم القريب




ذهبت فى اليوم التالى برفقة جميع أفراد اسرتى إلى حيث سكن الباكستانى محملين بالورد والحلوى وبسمة الأطفال ، كما إلتقيت الباكستانى مرة أخرى أمام القاضى ، وتم شطب القضية ، ونشأت من يومها صداقة متينة مع هذا الرجل ، ما زالت متصلة والحمد لله ، وقد قدمت أوراقه مرارا إلى الشيخ الثرى لمساعدته وقد كان أن ساعده بأكثر مما كان يتوقع والحمد لله فى بدء وفى ختم
ذهبت فى اليوم التالى برفقة جميع أفراد اسرتى إلى حيث سكن الباكستانى محملين بالورد والحلوى وبسمة الأطفال ، كما إلتقيت الباكستانى مرة أخرى أمام القاضى ، وتم شطب القضية ، ونشأت من يومها صداقة متينة مع هذا الرجل ، ما زالت متصلة والحمد لله ، وقد قدمت أوراقه مرارا إلى الشيخ الثرى لمساعدته وقد كان أن ساعده بأكثر مما كان يتوقع والحمد لله فى بدء وفى ختم
ذهبت فى اليوم التالى برفقة جميع أفراد اسرتى إلى حيث سكن الباكستانى محملين بالورد والحلوى وبسمة الأطفال ، كما إلتقيت الباكستانى مرة أخرى أمام القاضى ، وتم شطب القضية ، ونشأت من يومها صداقة متينة مع هذا الرجل ، ما زالت متصلة والحمد لله ، وقد قدمت أوراقه مرارا إلى الشيخ الثرى لمساعدته وقد كان أن ساعده بأكثر مما كان يتوقع والحمد لله فى بدء وفى ختم







إبلاغ إبلاغ



الردود


جميلة جدا .. اسعدتني بارك الله فيك


up 0 down 0
صلآتي نجآتي 119
قبل 8 سنه و 10 شهر



شكرا لك ياصاحب القصه
ولكن قصتك مكرره اكثر من اربع مرات ورا بعض



up 0 down 0
شرقااووي1212 16
قبل 8 سنه و 9 شهر